العظام:
الجهاز الحركي هو مجموعة من البُنى الّتي تسمح بتحرّك الجسم. ويقسم هذا الجهاز إلى الجهاز العظمي أو الهيكل، والجهاز العضلي والمفاصل. والهيكل هو الجزء الصّلب من الجهاز الحركي، ويتألّف من أكثر من 200 عظمة (206 تقريبا)، تشكّل بنية صلبة تحافظ على شكل الجسم.
وهكذا، يتألّف الجهاز الحركي من ثلاثة أنواع من المكوّنات:
العظام: وهي الأجزاء الصّلبة القاسية الّتي تحمل بنى الجسم.
العضلات: الّتي يتجاوز عددها 400 عضلة، وتحرّك العظام والأعضاء الأخرى.
والمفاصل: وهي النّقاط الّتي تسمح بارتباط العظام وتحرّكها.
تتكوّن العظام من ثلاثة أجزاء: السّمحاق والمادّة العظميّة والنقي.
السّمحاق: هو الطّبقة الخارجيّة الّتي تغطّي العظم بكامله باستثناء مناطق المفاصل. ويحتوي على كثير من الأعصاب والأوعية الدّمويّة الّتي تغذّي العظم.
المادّة العظميّة: و تشكّل الجزء الصّلب من العظم، وتتألّف من نسيج عظميّ إسفنجيّ ونسيج عظميّ مكتنز.
نقي العظم: ويشكّل مادّة طريّة تملأ أجواء النّسيج الإسفنجي.
وثمّة نوعان من نقي العظم: النقي الأحمر والنقي الأصفر.
النقي الأحمر: ينتج الخلايا الدموية وخاصّة الكريّات الحمر، ويوجد في الجزء المركزي من العظام القصيرة والمسطّحة وفي أطراف العظام الطّويلة.
النقي الأصفر: يدعم ويخفّف من وزن العظام (إذ يقلّ وزنه عن العظم).
وظيفة العظام:
تؤدّي العظام، بالإضافة إلى وظيفة الدّعم، وظائف مهمّة أخرى: فهي، على سبيل المثال، تحمي أعضاء الجسم الأساسيّة والقابلة للعطب مثل القلب والرّئتين والدّماغ. ويقوم النّقي الأحمر أيضا بتكوين الكريّات الحمر والكريّات البيض واللويحات الدمويّة. ويتراكم في العظام مخزون من الأملاح المعدنيّة مثل الكالسيوم والفسفور، وهي مواد ضروريّة لعمل الجسم.
أ - النمو:
رغم أنّ تكوّن العظام يبدأ في الجنين، فإنّ تكلّسها لا يكون مكتملا بعد عند الولادة، حيث تتألّف في القسم الأكبر منها من المادّة الغضروفيّة، وهي أقل مقاومة من العظم لكنّها أكثر مرونة. ويسمح لنا ذلك بالنمو حتّى بلوغ سن الرّشد. وخلال النموّ، يتكلّس العظم ويصلب تدريجيّا، كما أنّه يزداد حجما بفضل الغضروف المعروف بلويحة النمو، الّتي تتواجد بين طرفي العظم. وعندما يبلغ الشخص العشرين أو الخامسة والعشرين من عمره، يتعظّم الغضروف بشكل كامل... ويتوقّف النمو.
ب - شكل العظام:
للعظام أشكال مختلفة. فقد تكون طويلة (العضد، عظم الفخذ)، أو مسطّحة (الأضلاع، عظام القحف، الكتف)، أو قصيرة (الرّسغ)، أو غير منتظمة (الفقرات، عظيمات الأذن الوسطى) أو سمسمانيّة (الرّضفة).
في العظم الطّويل، كعظم الفخذ مثلا، يمكننا أن نميّز جسما أو جدلا وطرفين أو مشاشتين. يحتوي الجدل على جوف نقويّ يمتلئ بالنّقي الأحمر أو الأصفر. من جهة أخرى، تتكوّن العظام المسطحّة من صفيحتين مكتنزتين يفصل بينهما نسيج إسفنجي. أمّا العظام القصيرة فتتكوّن من نسيج إسفنجيّ محاط بغلاف مكتنز. ويتوقّف شكل كل عظم على الوظيفة الّتي يؤدّيها في الجسم.